نخيل الزيت قد يكفي اندونيسيا من السكر كما يكفيها من الزيت!

April 19, 2025

الاعتماد المتزايد على واردات السكر

تعتمد إندونيسيا بشكل متزايد على استيراد السكر، حيث إن الإنتاج المحلي لا يغطي الطلب المتزايد داخليًا. ولمعالجة هذه المشكلة، تدفع الحكومة نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي من خلال الاعتماد على السكر البني المستخرج من النخيل كبديل للسكر التقليدي المستخرج من قصب السكر.

يُستخرج هذا السكر من عصارة جذوع أشجار النخيل التي يتم قطعها أثناء تنفيذ برامج إعادة زراعة أشجار النخيل القديمة وغير المنتجة. ومن كل جذع نخيل غير منتج، يمكن استخراج حوالي 60 كجم من السكر البني.

إمكانات إنتاج كبيرة

وفقًا للتقديرات، يمكن لإندونيسيا إنتاج نحو 3.7 مليون طن من السكر البني سنويًا من خلال استغلال 4% فقط من المساحات المزروعة بالنخيل والتي تُعاد زراعتها سنويًا. وهذا الرقم كفيل بأن يساعد البلاد على تحقيق الاكتفاء الذاتي من السكر بطريقة أكثر استدامة وتنافسية.

لكن لتحقيق هذا الهدف، لا بد من وجود سياسات داعمة تشمل جميع مراحل الصناعة من الزراعة وحتى التسويق، مثل الحوافز الإنتاجية وفرض رسوم جمركية تصاعدية على واردات السكر لحماية السوق المحلي.

التحدي الذي يواجه الحكومة

حددت حكومة الرئيس برابوو سوبيانتو مجموعة من الأهداف الاستراتيجية في مجال الأمن الغذائي، على رأسها تحقيق الاكتفاء الذاتي من السكر، وذلك بسبب اعتماد البلاد الكبير والمتزايد على استيراده.

تشير بيانات وزارة الزراعة لعام 2024 إلى أن نسبة الاعتماد على واردات السكر (IDR) تزداد سنويًا، وهو ما يهدد الأمن الغذائي الوطني لإندونيسيا. ففي عام 2000، كانت نسبة الاعتماد على الواردات 51.5%، وارتفعت إلى 54.4% في عام 2023.

العجز بين الإنتاج والاستهلاك

ارتفع استهلاك السكر في إندونيسيا من 3.3 مليون طن عام 2000 إلى 7.9 مليون طن في 2023. في المقابل، ارتفع الإنتاج المحلي من 1.69 مليون طن إلى 2.6 مليون طن فقط خلال نفس الفترة، مما وسّع فجوة العجز إلى 4.3 مليون طن.

ولتغطية هذا العجز، ارتفعت واردات إندونيسيا من السكر من 1.7 مليون طن إلى 4.3 مليون طن خلال نفس الفترة، ما زاد من الاعتماد على الخارج.

الحاجة إلى بدائل دون التوسع في الأراضي الزراعية

نظرًا إلى محدودية الأراضي المتاحة لزراعة قصب السكر، لا يمكن الاعتماد فقط على السكر من القصب لتلبية الطلب. وهنا يبرز السكر البني من النخيل كبديل عملي، حيث يمكن إنتاجه دون الحاجة لتوسيع الرقعة الزراعية.

مزايا السكر البني من النخيل

  1. أكثر صحة: يحتوي السكر البني من النخيل على الفركتوز بدلاً من السكروز، ما يجعله خيارًا صحيًا أكثر.
  2. متاح طوال العام: نظرًا لدورة إعادة زراعة 4% من أشجار النخيل سنويًا، فإن المادة الخام متوفرة دائمًا.
  3. سعره منخفض ومتاح في 26 محافظة و250 منطقة.
  4. صديق للبيئة: لا يحتاج إلى تغيير استخدام الأراضي أو معالجات كيميائية، وله بصمة كربونية شبه معدومة.
  5. يساعد في خفض تكاليف إعادة زراعة النخيل ويقلل من آفات الزراعة مثل سوسة النخيل.

الإنتاج المتوقع

يمكن لجذع النخيل أن ينتج 5 إلى 7 لترات من العصارة يوميًا لمدة 30 إلى 40 يومًا. ومع معدل استخلاص 20-30%، يمكن إنتاج 6.84 طن من السكر البني للهكتار الواحد في دورة الإنتاج. ومع إعادة زراعة نحو 572 ألف هكتار سنويًا، يمكن الوصول إلى إنتاج سنوي يقارب 3.9 مليون طن من السكر البني.

الاستنتاج

إندونيسيا في أمس الحاجة إلى حلول مستدامة لتقليل الاعتماد على واردات السكر. إنتاج السكر البني من النخيل يمثل فرصة كبيرة لتحقيق هذا الهدف، بفضل توفر مواده الخام، وقبوله المجتمعي، وتكلفته المنخفضة، واستدامته البيئية.

التوصيات السياسية

لتحقيق الاكتفاء الذاتي من السكر، يجب على الحكومة تبني سياسات داعمة تشمل:

  • توفير الحوافز للمزارعين والمنتجين.
  • فرض رسوم جمركية تصاعدية على السكر المستورد.
  • تطوير بنية تحتية متكاملة للإنتاج والتوزيع.

إن اعتماد استراتيجية وطنية لزراعة وإنتاج السكر البني من النخيل يمكن أن يساهم ليس فقط في تقليص الفجوة في إمدادات السكر، بل أيضًا في دعم الأمن الغذائي والاستدامة في إندونيسيا.

المصدر: gapki

أقرأ إيضا

تابعنا على منصات التواصل الإجتماعي

Tiktok logolinkedin logoinstagram logofacebook logoyoutube logoX logo

تواصل معنا

Email icon
.Copyright Zyotwdhon. All Rights Reserved ©