يمكن أن تبدأ حملات السحب (Recalls) من قِبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) أو وزارة الزراعة الأمريكية (USDA)، أو بشكل طوعي من قِبل الشركة المُصنّعة. وعلى الرغم من وجود نظام راسخ لهذه العمليات، إلا أن السنوات الماضية شهدت بعض حالات السحب الغريبة جدًا (تتراوح من وجود خفاش ميت في سلطة معبأة إلى الرصاص في صلصة التفاح). ففي عام 2024 وحده، تم تنفيذ عدة حملات سحب كبيرة شملت شوكولاتة ملوثة بالسالمونيلا واحتمال تفشٍ لبكتيريا الليستيريا في المثلجات.
لكن فيما يتعلق بزيوت الطهي، غالبًا ما تحدث عمليات السحب عندما يُعتبر أحد خصائص المنتج غير آمن أو مضلل، بدرجات متفاوتة من الخطورة. على سبيل المثال، قد يُسبب الملصق تحريفًا في مكونات الزيت مما يؤدي إلى تفاعلات تحسسية، أو قد يتعرض الزيت لتلوث بكتيري. وعلى الرغم من أن ذلك قد يبدو مقلقًا، إلا أن عمليات السحب تشجع الشركات في النهاية على توخي الحذر بشكل أكبر، وتعطي الأولوية لسلامة العملاء، مما يضمن أن تكون الزيوت أكثر أمانًا للاستهلاك على المدى الطويل. كما تلعب مراقبة الجودة دورًا كبيرًا في صناعة الزيوت، وخاصة زيت الزيتون، الذي يُفحص بشكل متكرر للتأكد من نقاوته نظرًا لسعره المرتفع الذي يدفع بعض الشركات أحيانًا لتقليل التكاليف بطرق غير مشروعة.
في أبريل 2024، سحبت شركة Primal Kitchen طوعًا أكثر من 2000 عبوة من زيت الأفوكادو، بعد أن أبلغ عمال المستودع عن تسرب الزيت داخل حاويات الشحن، بسبب تحطم بعض الزجاجات. وبعد تحقيق سريع، حددت الشركة أن الزجاجات كانت عرضة للكسر، وتم الإعلان عن حملة السحب مباشرة. ومع ذلك، كانت بعض العبوات قد شُحنت بالفعل للعملاء عبر الإنترنت وبيعت في متاجر بكاليفورنيا والولايات الشرقية. طُلب من المستهلكين التخلص من المنتج والتواصل مع الشركة لاسترداد الأموال. ولحسن الحظ، لم يتم الإبلاغ عن أي إصابات.
تُعتبر حوادث السحب المتعلقة بالتعبئة أمرًا غير نادر في صناعة الأغذية. فبعد حادثة Primal Kitchen ببضعة أشهر، سحبت Walmart أكثر من 12,000 عبوة من مرق دجاج Great Value بسبب مشاكل في التغليف تُعرض المنتج للفساد. وحتى فبراير 2025، لم تُسجل شركة Primal Kitchen حوادث أخرى، وما زالت منتجاتها تحظى بتقييمات عالية من المتاجر الإلكترونية، مما يشير إلى أن الشركة نجحت في احتواء الأزمة بفضل استجابتها السريعة وشفافيتها.
Deoleo USA، أكبر شركة مصنّعة لزيت الزيتون في العالم (والمسؤولة عن علامات مثل Bertolli وCarapelli)، شهدت عمليتي سحب طوعيتين مهمتين بفارق أقل من عام، في نوفمبر 2015 ومارس 2016. أول عملية سحب شملت زيوت Extra Light Tasting وClassico Pure Olive Oil المباعة في الولايات المتحدة بين يناير ومايو 2015، بعد اكتشاف تأكسد مبكر قد يؤثر على رائحة وطعم الزيت. رغم أن الشركة أكدت أن الخطوة كانت احترازية، إلا أن الزيوت كانت مهددة بالفساد قبل تاريخ انتهاء الصلاحية.
وفي مارس 2016، بدأت الشركة عملية سحب أخرى بسبب مخاوف تتعلق بالسلامة، للأنواع نفسها، بعد اكتشاف وجود مبيدات Tebuconazole وTrifloxystrobin، والتي يُمنع استخدامها في الأغذية داخل الولايات المتحدة. وأشارت Deoleo إلى أن التلوث جاء من أحد مورّدي التكرير، واتخذت إجراءات سريعة. في الحالتين، تمكّن العملاء من استرداد أموالهم.
ولم تكن هذه الحوادث الوحيدة التي واجهت Deoleo. ففي عام 2018، وافقت الشركة على دفع 7 ملايين دولار في تسوية دعوى جماعية، بعد اتهامها بتضليل المستهلكين عبر وضع ملصقات "زيت زيتون بكر ممتاز" و"مستورد من إيطاليا"، رغم أن ذلك لم يكن دقيقًا. ورغم نفي الشركة للمخالفات، اختارت التسوية لتجنب استمرار القضية.
في عام 1993، أمرت إدارة الغذاء والدواء بسحب منتجات زيت الزيتون التابعة لشركة Rubino USA (بسينسيناتي، أوهايو)، بعد أن ثبت تزوير ملصقات بعض منتجاتها. وتم تضليل المستهلكين بشأن عشرة أنواع مختلفة من زيوت الزيتون، بما في ذلك Rubino Extra Virgin وزيوت خليط من زيت الزيتون وزيت الكانولا. في بعض الحالات، كانت عبوات جالون كاملة ممهورة بملصق "100% زيت زيتون نقي"، بينما كانت تحتوي فعليًا على زيت الكانولا دون الإفصاح عنه. بل وُجد أن بعض الخلطات المُعلن عنها بنسبة 50/50 احتوت على زيت الكانولا بنسبة أكبر بكثير.
ونتيجة لذلك، تم سحب أكثر من 200,000 منتج من Rubino على مستوى البلاد. ولم تكن هذه آخر فضيحة لRubino، ففي أوائل العقد الأول من الألفية، اتُهمت مجددًا – مع Bertolli وCarapelli – بوضع ملصقات "بكر ممتاز" على زيوت لا تستوفي معايير الجودة، بعد اختبارات أظهرت ارتفاع مستويات الحموضة.
وتستمر فضائح زيت الزيتون في الانتشار عالميًا، حيث سجّلت حالات الاحتيال فيه أرقامًا قياسية في الاتحاد الأوروبي مع بداية عام 2024.
المصدر: ياهو لايف
