واقعية التعامل مع زيت النخيل بدلا من البحث عن حلول سحرية

March 25, 2025

يؤكد خبراء الصناعة أن استقرار الإمدادات الغذائية العالمية على المحك، مما يستدعي تبني نهج أكثر واقعية في سوق الزيوت النباتية بدلاً من البحث عن حلول مثالية.

جاء هذا الطرح من إريك ميياارد، رئيس فريق عمل محاصيل الزيوت في الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة (IUCN)، خلال المؤتمر الدولي لزيت النخيل والبيئة (ICOPE) 2025، مستندًا إلى تقرير "استكشاف مستقبل الزيوت النباتية" الصادر عن IUCN في عام 2024.

وقال ميياارد: "أول ما يجب إدراكه هو أن الزيوت النباتية ليست مجرد إضافات اختيارية في النظام الغذائي البشري، بل هي مصدر أساسي للدهون المشبعة وغير المشبعة التي تشكل جزءًا من نظام غذائي صحي."

وأضاف: "مع تزايد عدد السكان، يزداد الطلب على الزيوت، ومن المتوقع أنه بين عامي 2021 و2030 سنحتاج إلى زيادة إنتاج الزيوت النباتية بنحو 33 مليون طن لتلبية الاحتياجات الغذائية."

تأثير الزيوت النباتية على استخدام الأراضي
وأوضح أن إنتاج الزيوت النباتية يشغل حاليًا نحو 543 مليون هكتار من الأراضي الزراعية عالميًا، وهو ما يمثل 37% من إجمالي الأراضي الزراعية، مشيرًا إلى أن هذه النسبة تشمل جميع محاصيل الزيوت مثل زيت النخيل، وعباد الشمس، واللفت، والذرة، وغيرها، وليس زيت النخيل فقط.

وأشار إلى أن هناك مفارقة فيما يتعلق بزيت النخيل، حيث أن بعض الممارسات السابقة لم تكن مثالية بسبب نقص التعليم والتمويل، لكنه أكد أنه لا يوجد بديل أكثر استدامة حاليًا.

وقال: "تنظر العديد من الأسواق الغربية إلى زيت النخيل بنظرة قطعية، وتعتبره ضارًا بشكل مطلق، لكن الواقع أكثر تعقيدًا."

وأوضح أن البيانات تشير إلى أن استبدال زيت النخيل بزيوت أخرى لتلبية احتياجات العالم بحلول عام 2050 سيتطلب تخصيص أكثر من 200 مليون هكتار إضافي من الأراضي لزراعة المحاصيل الزيتية، وهو خيار بعيد عن الاستدامة.

وأضاف أن التقرير أظهر أن زيت النخيل يزرع على 28.9 مليون هكتار، وهو ليس أكثر محاصيل الزيوت استهلاكًا للأراضي، حيث تحتل الذرة 205.9 مليون هكتار، وفول الصويا 129.5 مليون هكتار، واللفت 36.7 مليون هكتار، والفول السوداني 32.7 مليون هكتار، وبذور عباد الشمس 29.5 مليون هكتار.

وأشار إلى أن هناك قلة في الأبحاث والنقاشات حول الفول السوداني/الفستق رغم المساحة الكبيرة التي يشغلها، مما يدل على أن هذا القطاع لا يُطرح كثيرًا للنقاش مقارنة بزيت النخيل.

الحلول: التركيز على الإدارة وليس المحاصيل

أكد ميياارد أن الحل لا يكمن في تغيير المحاصيل، بل في تحسين الممارسات الزراعية. وقال: "لا يوجد محاصيل جيدة أو سيئة، بل هناك ممارسات جيدة وسيئة."

وأضاف: "ليست المحاصيل هي التي تسبب المشكلات، بل طريقة إدارتها. يمكن إدارة أي محصول بشكل جيد أو سيئ، لذا يجب أن نركز على مفهوم الإدارة الجيدة بدلاً من التفكير في القضاء على أي مصدر غذائي بالكامل."

تبني نهج واقعي

حث ميياارد الحكومات على اتخاذ قرارات واقعية، مشيرًا إلى أن التقرير حذر من العواقب المحتملة لتجاهل هذا النهج.

وأوضح: "درسنا سيناريوهات مختلفة لمستقبل الزيوت النباتية، واستخدمنا سيناريوهات متطرفة لاستخلاص العواقب المحتملة. على سبيل المثال، ماذا سيحدث إذا حاولت جميع الدول تحقيق الاكتفاء الذاتي عبر الإنتاج المحلي فقط؟"

وأضاف: "في هذا السيناريو تحديدًا، سيكون القرار سيئًا، خاصة بالنسبة للأسواق غير المنتجة مثل أوروبا، حيث من المرجح أن تواجه نقصًا حادًا في الدهون خلال السنوات العشر المقبلة."

وختم حديثه قائلاً: "نستنتج من هذه السيناريوهات أنها غير واقعية عمليًا، ولهذا السبب نحن بحاجة إلى حلول عملية ومتوازنة بدلاً من البحث عن حلول مثالية غير قابلة للتطبيق."


المصدر: فوود نافيجيتور أسيا

أقرأ إيضا

تابعنا على منصات التواصل الإجتماعي

تواصل معنا

Email icon
.Copyright Zyotwdhon. All Rights Reserved ©