غالبًا ما تُوصم النفايات السائلة لمعامل زيت النخيل بأنها مجرد مخلفات خطرة يمكن أن تسبب تلوثًا بيئيًا. لكن في الواقع، لديها إمكانات كبيرة للتحول إلى منتجات ذات قيمة اقتصادية عالية إذا تمت معالجتها بطرق مبتكرة واحترافية.
قال البروفيسور يانتو سانتوسا، من كلية الغابات بجامعة بوغور الزراعية (IPB University)، خلال نقاش عام في جاكرتا يوم الاثنين (10/02/2025):
"إن النفايات السائلة لمعامل زيت النخيل (LCPKS) ليست نفايات خطرة، بل لديها القدرة على تقديم فوائد متعددة. وقد أظهرت العديد من الدراسات أن هذه النفايات يمكن أن تحقق فوائد بيئية وزراعية واقتصادية."
وأشار إلى أن هناك حاجة لتغيير مفهوم العاملين في هذا القطاع من أجل تعظيم الاستفادة من LCPKS وتحويله إلى مورد مفيد.
وأضاف: "لتجنب الاعتقاد بأن النفايات السائلة للنخيل خطرة، رغم أنها لا تحتوي على مواد سامة أو كريهة الرائحة، من الضروري استبدال مصطلح LCPKS من ’نفايات سائلة‘ إلى ’مياه صرف صناعية‘."
وأوضح سانتوسا أن النفايات السائلة لمعامل زيت النخيل تحمل فوائد كبيرة للاقتصاد والبيئة. وإذا تم إدارتها باحترافية، يمكن أن تساهم في تحقيق النمو الاقتصادي المستهدف بنسبة 8% كما خطط له الرئيس الأندونيسي برابوو سوبيانتو.
وأشار إلى أن هذه النفايات تحتوي على مغذيات عضوية يمكن استخدامها كسماد لأشجار النخيل عبر تقنية التطبيق الأرضي (LA)، والتي تتضمن نقل النفايات السائلة عبر أنظمة قنوات إلى المزارع.
وأضاف: "وفقًا لتحليل بيانات من 15 معملًا لإنتاج زيت النخيل، شهدت 80% من المزارع التي تم تطبيق تقنية LA فيها زيادة في إنتاج سباطات الثمار الطازجة (FFB)، مقارنة بالمزارع التي لم تستخدم هذه التقنية، بينما لم تُظهر 20% منها زيادة ملحوظة."
كما أوضح أن هذه النفايات تتكون من مركبات كربونية يمكن استخدامها كمصدر متجدد للوقود للمركبات ومحطات الطاقة. بالإضافة إلى ذلك، فإن استخدام تقنية احتجاز الميثان (MC) أو أنظمة الهضم الحيوي (Biodigester) يمكن أن يقلل من انبعاثات الغازات الدفيئة (GHG).
وقال سانتوسا: "على الرغم من أن تقنية احتجاز الميثان والهضم الحيوي تتطلب استثمارات أولية كبيرة، إلا أن العوائد الناتجة عن استبدال الوقود في الغلايات وبيع قشور نوى النخيل توفر قيمة اقتصادية كبيرة."
تقنية احتجاز الميثان (MC) تُستخدم لاستخلاص غاز الميثان الناتج عن حرق مخلفات زيت النخيل، بينما يُستخدم الهضم الحيوي (Biodigester) لتحويل النفايات العضوية إلى غاز حيوي.
وبالتالي، يمكن أن يؤدي التطبيق الأرضي إلى توفير اقتصادي كبير، حيث يُقدَّر توفير تكاليف الأسمدة بحوالي حوالي 3.56 مليون دولار أمريكي سنويًا لكل معمل زيت نخيل، مما يعكس إمكانات كبيرة لتقليل تكاليف الإنتاج من خلال إدارة مستدامة للنفايات السائلة.
إلى جانب التطبيق الأرضي (LA) واحتجاز الميثان (MC)، هناك بدائل أخرى لاستخدام النفايات السائلة، مثل المعالجة الطبيعية باستخدام ذبابة الجندي الأسود (BSF)، والتي يمكن أن تؤدي على المدى الطويل إلى إنتاج مواد بلاستيكية حيوية.
كما أشار سانتوسا إلى الحاجة إلى المزيد من الدراسات حول زيت الأحماض الدهنية للنخيل (PAO)، وهو أحد مشتقات LCPKS، والذي يحمل فوائد متعددة.
ومع ذلك، لا تزال هناك تحديات تقنية في معالجة النفايات السائلة، من أبرزها قلة الفهم حول فوائد LCPKS المتعددة، على الرغم من إمكاناته الضخمة من حيث الفوائد الزراعية والاقتصادية والبيئية.
المصدر: JawaPos