قال رئيس وزراء ولاية صباح الماليزية الأسبق، داتوك يونغ تيك لي، إن الصادرات المباشرة من صباح إلى الولايات المتحدة ضئيلة جدًا، لدرجة أن الرسوم الجمركية بنسبة 24% التي فرضتها أمريكا على الصادرات الماليزية لا تؤثر فعليًا على التجارة الدولية لصباح.
وأوضح أن الصادرات الرئيسية لصباح تشمل النفط والغاز، زيت النخيل ومنتجاته، المنتجات الخشبية، المأكولات البحرية، رمل السيليكا، والمنتجات الغذائية، ومعظم هذه الصادرات تذهب إلى دول شمال شرق آسيا (الصين، اليابان، كوريا)، والهند، وأوروبا، ودول الآسيان، وماليزيا الغربية.
وأشار إلى أن حجم الصادرات المباشرة من صباح إلى الولايات المتحدة في عام 2025 يُقدّر بنحو 1% فقط من إجمالي صادرات الولاية (أي ما يقارب مليار رينغيت فقط من أصل 100 مليار رينغيت من إجمالي صادرات صباح).
وأضاف أن صادرات صباح إلى الولايات المتحدة تتكوّن أساسًا من النفط والغاز، المنتجات الخشبية، وزيت النخيل. ومؤخرًا فقط بدأت صباح في تصدير كميات متزايدة من رقائق النحاس إلى الولايات المتحدة.
ولفت إلى أن الخبر الجيد لصباح هو أن النحاس (إضافة إلى بعض المنتجات الخشبية) من بين القلائل الذين تم إعفاؤهم من الرسوم الجمركية الجديدة (المعروفة بالرسوم المتبادلة)، وبالتالي فإن صادرات صباح من رقائق النحاس وبعض المنتجات الخشبية لن تتأثر بما يُعرف بـ"رسوم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب".
وفيما يخص الرسوم على زيت النخيل، أوضح يونغ أن الكمية المُصدّرة إلى الولايات المتحدة لا تمثل سوى نسبة ضئيلة جدًا من إجمالي صادرات صباح من زيت النخيل ومنتجاته (والتي تُقدّر بنحو 20 مليار رينغيت في عام 2025). وأضاف: "معظم صادرات صباح من زيت النخيل تذهب إلى الصين، الهند، وأوروبا (خصوصًا هولندا). لذا، ليس من الصعب على المصدّرين في صباح تحويل وجهة صادراتهم من السوق الأمريكية إلى أسواق أخرى رئيسية."
وشدد على أن ما يحتاجه قطاع زيت النخيل في صباح هو ثبات أسعار الأسمدة، توفّر العمالة في المزارع، وتحسين البنية التحتية والخدمات اللوجستية المحلية من أجل رفع إنتاجية الصناعة.
ومع ذلك، حذر يونغ من أنه إذا أدت الحرب التجارية العالمية التي أشعلتها رسوم ترامب إلى تباطؤ كبير في اقتصادات ماليزيا الغربية، ودول الآسيان، والصين، واليابان، والهند، وأوروبا (وهي شركاء صباح التجاريون الرئيسيون)، فإن اقتصاد صباح سيتأثر حتمًا بسبب تراجع القدرة الشرائية لدى مستوردي صادراتها.
وأضاف يونغ، وهو أيضًا رئيس حزب "صباح التقدمي" (SAPP)، أن احتمال تراجع إيرادات حكومة صباح نتيجة انخفاض أسعار النفط العالمية يمكن تعويضه من خلال زيادة "بتروناس" لإنتاجها النفطي، تماشيًا مع ما قامت به دول "أوبك+" مؤخرًا حين زادت إنتاجها بمقدار 411,000 برميل يوميًا.
وأشار إلى أن "أوبك" قد أكدت أن الطلب العالمي على النفط والغاز ما يزال مستقرًا، وأن الأسس الاقتصادية للطلب قوية.
أما على صعيد القلق في ماليزيا الغربية، فقال يونغ إن ولايتي بينانغ وسيلانغور هما الأكثر عرضة للتأثر بالرسوم الأمريكية الجديدة، نظرًا لاحتوائهما على استثمارات أمريكية وأجنبية ضخمة في الصناعات عالية التقنية، وبعض هذه الاستثمارات قد تقرر العودة إلى الولايات المتحدة. وأكد أن إعادة توطين الإنتاج الصناعي داخل أمريكا هو أحد الأهداف الأساسية لرسوم ترامب، بهدف استعادة القدرات التصنيعية التي فقدتها أمريكا لصالح دول أخرى خلال الثلاثين عامًا الماضية من العولمة.
وختم يونغ قائلًا: "ماليزيا، كونها جزءًا من اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة الإقليمية (RCEP)، والتي تُعد أكبر تكتل تجاري في العالم وتشمل الآسيان والصين واليابان وكوريا وأستراليا ونيوزيلندا، ما زالت تتمتع برسوم منخفضة نسبيًا مع معظم شركائها التجاريين. ولهذا فإن تأثير رسوم ترامب على التجارة الدولية لصباح والاقتصاد المحلي محدود جدًا."
وكان وزير مالية ولاية صباح، داتوك سيري ماسيدي مانجن، قد صرّح أمس بأن صباح تتوقع تأثرًا كبيرًا بعد أن فُرضت على ماليزيا مؤخرًا رسوم جمركية بنسبة 24% من قبل الولايات المتحدة. وأشار ماسيدي إلى أن الأسواق والأسعار شهدت تراجعًا ملحوظًا منذ فرض هذه الرسوم، لافتًا إلى أن أسعار النفط انخفضت إلى ما دون 70 دولارًا للبرميل، وهو ما وصفه بـ"مصدر قلق كبير بالنسبة لماليزيا".
