ارتفعت العقود الآجلة لزيت الصويا الأمريكي وأسعار أرصدة (الائتمان القابل للتداول ضمن معايير الوقود المتجدد) بشكل حاد هذا الأسبوع، بعد أن بدأ مسؤولون من قطاعي النفط والوقود الحيوي مناقشة زيادة تفويض خلط الوقود الحيوي، استعدادًا لتقديم مقترحاتهم لإدارة ترامب. ومع ذلك، فإن هذا الارتفاع في الأسعار يُعد مضاربيًا بحتًا، حيث إن مثل هذه الخطوة قد تؤدي إلى رفع أسعار الوقود بنسبة تتراوح بين 10 إلى 15%، وهو ما وعد ترامب بخفضه قبل الانتخابات.
وقد ارتفعت عقود زيت الصويا لشهر مايو في بورصة شيكاغو يوم الثلاثاء بنسبة 5.6% إضافية لتصل إلى 1,046 دولارًا للطن (+12.3% خلال الأسبوع)، وسط أحاديث عن زيادة إنتاج الديزل الحيوي في عام 2026، رغم أن المتداولين لم يأخذوا بعد بعين الاعتبار التأثير المحتمل لـ"الحرب التجارية" الأمريكية ضد جميع الدول، التي من المتوقع أن تبدأ في 2 أبريل.
أما عقود فول الصويا لشهر مايو، فقد ارتفعت بنسبة 1.9% فقط يوم الثلاثاء لتصل إلى 380 دولارًا للطن (+3.3% خلال الأسبوع)، مما يؤكد أن الارتفاع في أسعار الزيت هو ارتفاع مضاربي.
وقد انخفض حجم معالجة فول الصويا في الولايات المتحدة خلال فبراير بنسبة 11% مقارنة بشهر يناير ليصل إلى 5.143 مليون طن، وهو أقل بنسبة 2.3% عن مستواه في فبراير 2024، في حين ارتفعت مخزونات زيت الصويا إلى 873 ألف طن.
وفي يوم الثلاثاء، التقى ممثلون من "ائتلاف النفط والوقود الحيوي الأمريكي" ووكالة حماية البيئة (EPA) لمناقشة الحاجة إلى زيادة تفويض خلط الوقود الحيوي بالديزل.
وتخطط الوكالة لطرح حصص جديدة لخلط الوقود الحيوي ضمن "معيار الوقود المتجدد" (RFS)، كخطوة أولى نحو دعم صناعة الوقود الحيوي الذي وعد به ترامب.
ورغم أن منتجي الوقود الحيوي وشركات النفط الكبرى كانوا منافسين في سوق الوقود الأمريكية، إلا أنهم يعملون حاليًا معًا للتوصل إلى توافق، بطلب من البيت الأبيض، لتجنب الأزمات التي حدثت خلال الولاية الأولى لترامب.
ووفقًا لوكالة رويترز، فإن الائتلاف بقيادة "معهد البترول الأمريكي" (API) يدفع نحو تفويض للوقود الحيوي يتراوح بين 5.5 إلى 5.75 مليار جالون، مقارنة بالمستوى الحالي البالغ 3.35 مليار جالون، والذي يُعد أقل من الطاقة الإنتاجية المتاحة. وقد وافق الائتلاف حتى الآن على تفويض لخلط الإيثانول المستخرج من الذرة بكمية 15 مليار جالون، رغم أن بعض الأعضاء يطالبون برفعها إلى 15.25 مليار جالون.
لكن جزءًا من الائتلاف، ممثلًا في شركات التكرير الصغيرة، يعارض المحتوى العالي من الوقود الحيوي في الوقود، بحجة أنه سيؤدي إلى "فقدان الوظائف وارتفاع أسعار الوقود". كما يشكك مشغلو محطات الشاحنات وتجار الوقود في ضرورة رفع حصص الديزل الحيوي دون إعادة العمل بحافز ضريبة الخلط الذي انتهى في ديسمبر.
ويرون أن هذا الحافز ساعد في خفض الأسعار للمستهلكين، بينما لم ينجح البديل الحالي – وهو حافز ضريبة الإنتاج (45Z) – في تحقيق نفس التأثير، مما يجعل إلغاء الحافز لا يضر فقط بالوضع المالي للأمريكيين، بل قد يخلق أيضًا مشاكل سياسية للبيت الأبيض.