شهد إنتاج زيت النخيل الماليزي في ديسمبر 2024 انخفاضًا بنسبة 8.3% مقارنة بالشهر السابق، وبنسبة 4.2% مقارنة بالعام الماضي. كما انخفضت الصادرات بنسبة 9.9% مقارنة بالشهر السابق، وبنسبة 1.4% مقارنة بالعام السابق لتصل إلى 1.34 مليون طن. ورغم هذه الانخفاضات، فإن حجم الصادرات في ديسمبر كان متوافقًا مع المستويات المسجلة في الأعوام 2018 و2019 و2023، والتي تراوحت بين 1.3 إلى 1.4 مليون طن. يُعد هذا ملحوظًا بالنظر إلى أن زيت النخيل تم تداوله في ديسمبر بعلاوة قدرها 200 دولار أمريكي للطن مقارنة بزيت الصويا. علاوة على ذلك، بلغ إجمالي صادرات زيت النخيل والاستهلاك المحلي في ماليزيا 1.65 مليون طن في ديسمبر، متجاوزًا مستوى الإنتاج البالغ 1.48 مليون طن بفارق 164 ألف طن. ونتيجة لذلك، انخفضت مخزونات زيت النخيل بشكل حاد، لتنهي العام عند 1.71 مليون طن.
من المتوقع أن تنخفض صادرات زيت النخيل بشكل موسمي في يناير وفبراير، نتيجة انخفاض الإنتاج. ومع أن موسم الأمطار الموسمية الذي حد من أنشطة الحصاد بدأ في الانحسار في ماليزيا وإندونيسيا خلال الأسبوع الأخير من ديسمبر، فإن تأثير ثلاثة أيام عطلة عامة في يناير من المتوقع أن يقلل من أيام الحصاد وبالتالي الإنتاج. يأتي ذلك بالتزامن مع زيادة استهلاك زيت النخيل خلال يناير وفبراير بسبب احتفالات رأس السنة الصينية وشهر رمضان.
سيعتمد اتجاه أسعار زيت النخيل في عام 2025 بشكل كبير على ديناميكيات الإمدادات التصديرية من ماليزيا وإندونيسيا، إلى جانب تغييرات السياسات في الولايات المتحدة وإندونيسيا. يُتوقع أن يظل إنتاج زيت النخيل في ماليزيا ثابتًا عند 19.5 مليون طن في 2025، بينما يُتوقع أن يتعافى إنتاج إندونيسيا بمقدار 2 مليون طن تقريبًا ليصل إلى 48 مليون طن. ومع ذلك، من المتوقع أن يتم استيعاب هذا التعافي بالكامل بسبب زيادة الطلب على مزج وقود الديزل الحيوي B40، مما يجعل نمو الإمدادات التصديرية غير محتمل.
قبل عام 2024، كان تراكم مخزونات زيت النخيل في ماليزيا يعتمد بشكل كبير على الواردات، حيث كانت تستورد حوالي مليون طن من زيت النخيل من إندونيسيا سنويًا. إلا أن حجم الواردات انخفض بشكل حاد إلى 253 ألف طن فقط في عام 2024، بنسبة تراجع بلغت 72%، مما انعكس على مستويات المخزون الحالية المنخفضة. يُتوقع أن يستمر هذا الاتجاه في عام 2025 مع انخفاض حجم الواردات، مما يجعل مخزونات زيت النخيل الماليزية أقل من المتوسط عند حوالي 1.7 مليون طن خلال الربع الأول من 2025، قبل موسم الإنتاج المرتفع.
شهدت أسعار زيت الصويا في السوق الأمريكية تقلبات بين 950 و1050 دولارًا أمريكيًا للطن منذ أغسطس 2024، رغم وجود عوامل سلبية متعددة مثل مراجعة تقديرات إنتاج فول الصويا والشكوك حول الطلب على زيت الصويا في مزج الوقود الحيوي تحت إدارة ترامب. يشير استقرار الأسعار إلى أنها وصلت إلى مستوى دعم وقد تكون مهيأة للتعافي. من المتوقع أن يؤدي انخفاض الأسعار الحالي إلى تعزيز الطلب التصديري مؤقتًا، مما يدفع الأسعار للارتفاع ويضيق الفجوة بين أسعار زيت النخيل وزيت الصويا.
تشهد الولايات المتحدة حاليًا انتقالًا في سياسة الائتمان الضريبي لمزج الوقود الحيوي تحت إدارة ترامب. ومن المتوقع أن يؤدي توضيح هذه السياسة، إلى جانب الزيادات المقترحة في التعريفات الجمركية على الواردات من كندا والصين، إلى تأثير كبير على الطلب المحلي على زيت الصويا. تعد كندا والصين من المصدرين الرئيسيين لزيت الكانولا والزيت المستخدم (UCO) إلى الولايات المتحدة، وكلاهما من المواد الأولية الرئيسية لإنتاج وقود الديزل الحيوي. إذا تم تنفيذ هذه الزيادات، فمن المرجح أن تدعم اتجاهًا صعوديًا لأسعار زيت الصويا.
من المتوقع أن تتداول أسعار زيت النخيل بين 4,250 إلى 4,550 رنجيت ماليزي خلال الربع الأول من عام 2025. يُتوقع أن يرتفع الطلب على زيت النخيل بعد مارس، مدفوعًا بتقلص إمدادات زيت عباد الشمس نتيجة التصدير المكثف من منطقة البحر الأسود. ستظل العوامل الرئيسية المؤثرة على أسعار زيت النخيل في الأشهر المقبلة هي مدى توفر الإمدادات التصديرية من ماليزيا وإندونيسيا، بالإضافة إلى تطورات سياسة الوقود الحيوي تحت إدارات ترامب وبرابوو.
المصدر: مجلس زيت النخيل الماليزي
