قال أحد الخبراء إن على ماليزيا أن تعطي الأولوية بشكل عاجل للاستدامة الصناعية من خلال تبني اقتصاد قائم على الموارد الحيوية (Bio-based Economy) من أجل البقاء قادرة على المنافسة ومستدامة في السوق العالمية، خاصة في قطاع زيت النخيل.
وأكد هونغ واي أون، مؤسس معهد التميز والاستدامة في القيادة (RISEL)، على ضرورة أن يتجاوز قطاع زيت النخيل في ماليزيا الممارسات التقليدية المعتمدة على التعامل مع الزيت كسلعة أساسية فقط.
وقال في بيان صدر اليوم:
"يجب أن يتطور قطاع زيت النخيل الماليزي. نحن بحاجة إلى إعادة التفكير في كيفية خلق القيمة من خلال استغلال الكتلة الحيوية، واسترداد غاز الميثان، وتبني نماذج أعمال دائرية توفر فوائد بيئية واقتصادية."
وأشار هونغ إلى أمثلة عملية يتم تنفيذها بالفعل على مستوى تجريبي أو تجاري، مثل تحويل مخلفات عراجين النخيل الفارغة إلى وقود حيوي ومواد كيميائية حيوية، بالإضافة إلى التقاط غاز الميثان من مياه الصرف الناتجة عن مطاحن زيت النخيل لاستخدامه في تقنيات الطاقة المتجددة.
وأوضح أن "هذه الابتكارات تساهم في تقليل الانبعاثات، وفي الوقت ذاته تفتح مصادر دخل جديدة يمكن أن تدعم تحول ماليزيا نحو اقتصاد منخفض الكربون."
كما رفض الفكرة القائلة إن الاقتصاد الدائري مجرد مصطلح دعائي، مؤكداً أنه في الحقيقة يمثل استراتيجية أعمال قوية.
وأضاف: "الفكر الدائري – الذي يعتمد على التصميم لإعادة الاستخدام، وتقليل الفاقد، والتعاون بين القطاعات – يمكن الصناعات من النمو بطريقة مستدامة ومربحة في آنٍ واحد."
وفيما يتعلق بمستقبل المهارات والقيادة، أشار هونغ إلى أن هناك طلباً متزايداً على المتخصصين ذوي الكفاءة الفنية القادرين على دفع عجلة الابتكار الأخضر. وأكد أن الصناعة بحاجة إلى قادة يفكرون بمنهجية شاملة، ويتبنون التعلم المستمر، ويملكون الجرأة لتحدي الوضع القائم.
واختتم قائلاً: "نحن مقبلون على ثورة اقتصادية جديدة يقودها علم الأحياء الصناعي والتكامل الصناعي. المستقبل يكمن في استبدال المواد الخام الأحفورية ببدائل حيوية، وتحويل النفايات الصناعية إلى موارد ذات قيمة، نحو اقتصاد متجدد بالتخطيط والتصميم."