يرى محللون أن أسعار زيت النخيل الخام في ماليزيا من غير المرجح أن تستفيد من انخفاض أسعار فول الصويا الأمريكي، الذي يتأثر بشدة بالحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين.
وتُعد الصين أكبر مستهلك لصادرات فول الصويا الأمريكي، والتي بلغت قيمتها 27 مليار دولار أمريكي (ما يعادل 119.8 مليار رينغيت ماليزي). ويواجه فول الصويا الأمريكي حالياً تعريفات جمركية تصل إلى 94% عند دخوله السوق الصينية.
وبحسب مذكرة بحثية صادرة عن شركة TA للأوراق المالية، فإن الصين من غير المرجح أن تزيد من طلبها على زيت النخيل في ظل النزاع التجاري، لأن زيت النخيل لا يمكن أن يحل محل فول الصويا في أعلاف الحيوانات، نظراً لاختلاف خصائصه الغذائية ووظائفه.
وأشارت المذكرة إلى أن الوضع قد يؤدي في الواقع إلى انخفاض الطلب على زيت النخيل، خاصة إذا بدأت دول مثل الهند في شراء المزيد من فول الصويا الأمريكي ضمن صفقاتها التجارية مع الولايات المتحدة. وتتوقع TA أن يبلغ متوسط سعر زيت النخيل الخام 3,800 رينغيت للطن في عام 2025.
ومنذ يناير 2025، تراجعت أسعار زيت النخيل الخام بنسبة 6.6% لتصل إلى 4,500 رينغيت للطن المتري، بمتوسط سنوي بلغ 4,710 رينغيت حتى الآن.
كما هبطت العقود الآجلة لزيت النخيل إلى أدنى مستوى لها في ستة أشهر منذ أكتوبر 2024، متأثرة بانخفاض أسعار زيت الصويا والنفط الخام بعد إعلان الولايات المتحدة عن تعريفات جمركية جديدة.
وفي السياق ذاته، أشارت شركة CIMB للأوراق المالية، التي تتخذ موقفاً سلبياً قصير الأجل تجاه أسعار زيت النخيل، إلى أن انخفاض أسعار النفط الخام يجعل إنتاج وقود الديزل الحيوي أقل جدوى، مما يضع ضغطاً هبوطياً إضافياً على أسعار زيت النخيل. وأضافت أن تحسن المعروض من زيت النخيل في الربع الثاني من عام 2025 بسبب تحسن الأحوال الجوية والعوامل الموسمية يُعد عاملاً إضافياً في هذا الاتجاه.
وتوقعت CIMB أن يبلغ متوسط سعر زيت النخيل الخام 4,200 رينغيت للطن في عام 2025، لكنها أشارت إلى أن الأسعار في الربع الثاني ستكون أضعف مقارنة بالربع الأول نتيجة زيادة المعروض.
كما ارتفعت مخزونات زيت النخيل في ماليزيا خلال شهر مارس، للمرة الأولى بعد خمسة أشهر متتالية من التراجع، وذلك نتيجة لزيادة الإنتاج والواردات، إلى جانب ضعف الصادرات.
