تسعى الحكومة الماليزية إلى زيادة إنتاجية سباطات الفاكهة الطازجة لكل هكتار لدى صغار مزارعي زيت النخيل بنسبة لا تقل عن 40%، بهدف زيادة إنتاج زيت النخيل دون الحاجة إلى توسيع الأراضي الزراعية. يعني ذلك زيادة تتراوح بين 5 إلى 10 أطنان لكل هكتار. حيث يمتلك صغار المزارعين حوالي ربع مساحة الأراضي المزروعة بزيت النخيل في ماليزيا.
وقال وزير الزراعة والسلع الماليزي، داتوك سيري جوهري عبد الغني، إن إنتاجية صغار المزارعين الحالية تتراوح بين 8 إلى 12 طنًا لكل هكتار. أما الشركات الكبرى، فتبلغ إنتاجيتها حوالي 28 إلى 30 طنًا لكل هكتار، بمتوسط يتراوح بين 18 إلى 19 طنًا لكل هكتار.
وأضاف أن مساحة الأراضي المزروعة بزيت النخيل في ماليزيا تبلغ 5.7 مليون هكتار، منها 4.2 مليون هكتار تُدار من قبل مزارع كبيرة. بينما تُدار الـ1.5 مليون هكتار المتبقية من قبل صغار المزارعين، سواء المنظمين أو المستقلين. وقال: "إذا تمكن صغار المزارعين الذين يديرون هذه المساحة من زيادة إنتاجيتهم بمقدار 5 إلى 10 أطنان إضافية، فسيؤدي ذلك إلى زيادة إنتاج زيت النخيل الخام لكل هكتار دون الحاجة إلى توسيع الأراضي."
أدلى جوهري بهذه التصريحات خلال توقيع مذكرة تعاون بين شركة فيلدا هولدنج وهيئة زيت النخيل الماليزي لتعزيز صناعة زيت النخيل.
وأضاف جوهري أن الحكومة تدعم استخدام إندونيسيا لزيت النخيل لإنتاج الوقود الحيوي. وقال: "نحن ممتنون لإندونيسيا لأنها تنتج 40-48 مليون طن وتستخدم حوالي 25% منها لإنتاج الوقود الحيوي. وهذا في حد ذاته يدعم الصناعة. تخيلوا لو لم يستخدموا الوقود الحيوي، فإن هذه النسبة ستذهب إلى السوق العالمي وستضغط على الأسعار."
"نشجع إندونيسيا على استخدام زيت النخيل كجزء من الوقود الحيوي، لأنهم وصلوا إلى B40، بينما نحن فقط عند B10." وكانت الحكومة الإندونيسية قد تعهدت بزيادة نسبة المزج الإلزامي للوقود القائم على زيت النخيل في الديزل الحيوي إلى 40% اعتبارًا من 1 يناير، بدلاً من النسبة الحالية البالغة 35%.
تركز مذكرة التعاون بين فيلدا وهيئة زيت النخيل الماليزي على ثلاثة ركائز رئيسية تدفع هذا التحول، وهي تمكين صغار المزارعين، وضمان الامتثال الكامل لمعايير الاستدامة، وإحداث ثورة في صناعة زيت النخيل من خلال تبني التقنيات المتطورة التي تعزز الإنتاجية والكفاءة.
وقع المذكرة كل من رئيس مجلس إدارة فيلدا تان سري راستام محمد عيسى، ورئيس مجلس إدارة هيئة زيت النخيل الماليزي داتوك محمد حلمي عثمان باشا، والرئيس التنفيذي لمجموعة فيلدا فخرنيام عثمان، والمدير العام لـلهيئة داتوك د. أحمد بارفيز غلام قادر.
بموجب هذا التعاون، ستساعد شركة فيلدا من خلال إحدى شركاتها التابعة للهيئة على تعزيز فعالية وسهولة استخدام المنصات الحالية مثل GeoPALM ونظام إدارة النخيل الذكي (SIMS).
وسيتم ذلك من خلال دمج تقنيات متقدمة تشمل الخرائط الجغرافية، والتحقق من البيانات، واستخدام تقنية البلوك تشين لتعقب الإمدادات، وأدوات لتحليل البيانات ودعم اتخاذ القرار.
ويركز التعاون أيضًا على تمكين صغار المزارعين للمشاركة النشطة في إنتاج زيت النخيل المستدام. وتسعى فيلدا الهيئة إلى رفع مستوى الوعي ودعم صغار المزارعين للامتثال لمعايير زيت النخيل المستدام الماليزي ومتطلبات لائحة الاتحاد الأوروبي بشأن إزالة الغابات، مما يعزز قدرتهم التنافسية ويفتح أمامهم أسواق زيت النخيل المميزة.
بالإضافة إلى ذلك، ستُطلق الشراكة مبادرة "كابون أنجات" (Kebun Angkat)، وهي برنامج يهدف إلى تقديم المساعدة التقنية والإرشادات لمجموعة مختارة من صغار المزارعين حول الممارسات الزراعية الجيدة.
وقال راستام: "هذه خطوة هامة نحو بناء صناعة زيت نخيل مستدامة وشفافة في ماليزيا. بما يتماشى مع إطار الاستدامة الخاص بـفيلدا، نحن ملتزمون بشدة بتحسين سبل عيش صغار المزارعين الذين يشكلون العمود الفقري لصناعة زيت النخيل في بلادنا."
"من خلال التعاون مع الهئية، لا نقوم فقط بتطوير أنظمة تتبع تلبي المعايير العالمية، بل نجهز صغار المزارعين بالأدوات والمعرفة اللازمة للنجاح في سوق متزايد التنافسية. معًا، نسعى لبناء قطاع زيت نخيل أكثر شمولية واستدامة ومرونة."المصدر: بزنس تايم