حوار مع كبير الأقتصادين في شركة ستون أكس حول العرض والطلب للزيوت

زيت النخيل أصبح وقودا لسيارات السباقات
March 24, 2025

لم تطرأ تغييرات على موازين العرض والطلب للذرة وفول الصويا في الولايات المتحدة للشهر الثاني على التوالي، رغم التوقعات بزيادة صادرات الذرة وتراجع الاستخدام المحلي لفول الصويا.

مع صدور تقرير وزارة الزراعة الأميركية  حول تقديرات العرض والطلب العالمي في 11 مارس دون تغييرات تُذكر، تناول "أرلان سودرمان"، كبير الاقتصاديين في شركة StoneX للسلع، قضايا أخرى تتجاوز الأرقام.

هل تعتقد أن وزارة الزراعة الأميركية تجد صعوبة في رفع توقعات صادرات الذرة وفول الصويا والقمح للموسم 2024-2025؟

سودرمان: نعم، أعتقد أن هناك صعوبة بسبب الحرب التجارية. وزارة الزراعة أوضحت في مقدمة تقريرها أنها لا تفترض وجود أي تعريفات جمركية غير مطبقة حالياً. وبما أن التعريفات على كندا والمكسيك لم تُفرض قبل 2 أبريل، فلم يتم تضمينها في التقرير. صعب أن أصدق ذلك؛ لأنه لو كان هذا هو الواقع، لكان ينبغي أن تُرفع صادرات الذرة الأميركية في هذا التقرير على الأقل بمقدار 75 مليون بوشل.

هل ستؤثر هذه الحرب التجارية، وارتفاع الرسوم الجمركية، وتصفيات السوق المالية، وتباطؤ النمو الاقتصادي على الطلب على الحبوب؟

سودرمان: نظرياً، لا ينبغي أن يكون التأثير كبيراً، أو سيكون تأثيراً محدوداً. لكن الأسواق عادة ما تتصرف بناءً على التوقعات، وفي الأسواق "الإدراك هو الواقع". أعتقد أن هذا أحد الأسباب الكبيرة وراء موجة التصفيات الأخيرة في السوق. ومع ذلك، إذا نظرت إلى تقرير اليوم، فستجده يحمل نظرة سلبية تجاه الذرة وفول الصويا.

تذكّر قبل شهر، عندما صدر تقرير فبراير وناقشنا خيبة أمل السوق من عدم تعديل وزارة الزراعة للأرقام، ما أدى إلى عمليات بيع. أما اليوم، فلم يحدث نفس الشيء، وأعتقد أن السبب هو أن العديد من المواقع المضاربية تم تصفيتها بالفعل، وانعكس ذلك مسبقًا في الأسعار.

هل هناك طاقة كافية في مصانع الإيثانول لتعويض خسارة الصادرات المحتملة بسبب الرسوم؟

سودرمان: نعم، الطلب الحالي يتماشى مع الطاقة الإنتاجية المتوفرة. طُرحت علي أسئلة بخصوص استخدام الإيثانول كوقود للطائرات، أو عن اعتماد استخدام إيثانول E15 على مدار السنة، وهو ما تعمل عليه واشنطن حالياً. الأمر سيستغرق وقتاً طويلاً؛ لأن E15 تمثل زيادة بنسبة 50% عن E10. وتشير بعض الدراسات إلى أن الكفاءة المثلى للسيارات تتحقق باستخدام نسب تتراوح بين E23 وE30. البرازيل مثلاً تستخدم E28 تقريبًا.

لكن بشكل عام، لدينا القدرة الإنتاجية الكافية حالياً، ونحن ننتج بالقرب من تلك القدرة. ويمكننا التوسع قليلاً إذا بدأ الطلب في الزيادة.

مع احتمالية فرض تعريفات جمركية على زيت الطهي المستخدم من الصين في أبريل، والرسوم الصينية على زيت بذور اللفت الكندي، هل سيتجه منتجو الوقود الحيوي في أميركا لاستخدام زيت الكانولا بدلاً من زيت فول الصويا، أم سيواصلون تفضيل زيت الطهي المستخدم؟ وما هو مستقبل أسعار زيت فول الصويا؟

سودرمان: 55% من زيت الطهي المستخدم يأتي من الصين، وأعتقد أن التعريفات ستوقف ذلك تمامًا، مما سيدفع المنتجين للبحث عن بدائل مثل زيت الكانولا. شهدنا انخفاضًا حادًا في أسعار زيت الكانولا بعد فرض الصين لرسوم على كندا، ولكن كندا أيضًا لن تتمكن من تصدير الزيت للولايات المتحدة إذا فرضنا نحن الرسوم عليها.

العاملون في هذه الصناعة لا يعرفون يومًا بيوم ما المادة الخام التي سيستخدمونها، وهذا يخلق حالة كبيرة من الغموض. والأمر يزداد تعقيدًا في وقت تم فيه إغلاق حوالي 45% من طاقة الإنتاج.

بالتالي، الوضع لا يبدو جيدًا بالنسبة لزيت الطهي المستخدم من الصين، ولا لزيت الكانولا الكندي في ظل الاتجاه الحالي.

ما هي تقديراتك لصادرات فول الصويا إلى الصين لبقية العام؟

سودرمان: أعتقد أنها ستكون محدودة. حتى آخر تقرير، هناك حوالي 1.4 مليون طن متري (أي حوالي 55 مليون بوشل) على الدفاتر. ونعلم أن 400 ألف طن منها تقريبًا في طريقها للصين.

يبقى حوالي مليون طن متري (حوالي 37 مليون بوشل) قد تقوم الصين بإلغائه. قد يشترونه لاحقاً هذا العام أو يؤجلونه للسنة القادمة.

أتوقع أن الصين ستلغي بعض الشحنات، لكن لا أعلم هل ستكون بضع شحنات فقط أم كل الكمية. الصين تفعل ذلك من حين لآخر كنوع من التلاعب بالسوق وإرسال الرسائل.

لن يكون لذلك تأثير كبير على ميزان العرض والطلب، لكن السؤال الأهم هو عن موسم التسويق القادم. المحصول البرازيلي هذا العام يبلغ 168 مليون طن متري، أي بزيادة 19 مليون طن عن تقديراتنا للعام الماضي. والصين اشترت في العام الماضي أكثر بقليل من 22 مليون طن، والبرازيل زادت إنتاجها بنفس المقدار تقريبًا. هذا هو الاتجاه الذي نسير فيه.

وزارة الزراعة الأميركية قدّرت في منتدى التوقعات الزراعية أن مساحة الذرة في 2025 ستكون 93.6 مليون فدان (بزيادة 3.4 مليون عن العام الماضي)، ومساحة فول الصويا 84 مليون فدان (بانخفاض 3.1 مليون عن 2024). هل توافق على هذه التقديرات؟

سودرمان: الحقيقة أن الأرقام قريبة جدًا من توقعاتي، وهذا يقلقني، لأن وزارة الزراعة لم تقم بأي مسح ميداني. وأنا دائماً أقول إنني لا أثق في أرقام المساحات الصادرة عن الوزارة خلال منتدى التوقعات، لأنها مبنية فقط على نماذج، وهذا لا يكون دقيقًا غالبًا.

نحن نقوم الآن بجمع مزيد من البيانات، ونأمل في تحديث تقديراتي قريبًا. أتوقع أن أرفع تقديراتي لمساحة الذرة، وأخفض فول الصويا. المسألة فقط في معرفة مدى التغيير المطلوب.

لا أعتقد أننا سنفقد الكثير من مساحة فول الصويا مقارنة بما سنكسبه في الذرة، لأنه في بعض مناطق جنوب الغرب الأوسط والجنوب قد نرى زيادة في زراعة فول الصويا.

أتوقع أن نخسر مساحات من القطن أكثر مما يعتقد البعض، وستتحول هذه المساحات إلى محاصيل أخرى حسب المنطقة: بعضها سيذهب إلى الذرة، وبعضها إلى الأرز، أو إلى فول الصويا، أو إلى زراعة مزدوجة (فول الصويا + قمح).

كما أتوقع زيادة في زراعة الذرة في السهول الشمالية، وظهور بعض المحاصيل البديلة هناك. في كانساس مثلاً، سنرى المزيد من الذرة وأقل من السرغوم بنسبة كبيرة.

تابعنا على منصات التواصل الإجتماعي

Tiktok logolinkedin logoinstagram logofacebook logoyoutube logoX logo

تواصل معنا

Email icon
.Copyright Zyotwdhon. All Rights Reserved ©