تونس: نظرة على سوق الزيوت والدهون

‍
تُعد تونس من الدول المتوسطية التي تتمتع بإمكانات كبيرة في قطاع الزيوت والدهون، خصوصًا في إنتاج زيت الزيتون الذي يُعرف بجودته العالية عالميًا. يبلغ عدد سكان تونس نحو 12 مليون نسمة (تقديرات 2023)، ما يجعل الطلب على الزيوت والدهون في نمو مستمر، سواء للاستهلاك المنزلي أو للاستخدام الصناعي في مجالات الأغذية والمطاعم.

صادرات وواردات وإنتاج واستهلاك تونس من الزيوت والدهون

تشير بيانات عام 2023 إلى استمرار دور تونس كلاعب مهم في إنتاج وتصدير زيت الزيتون، إلى جانب الاستهلاك المحلي الذي يعتمد جزئيًا على الواردات لتلبية احتياجات السوق المتنوعة.

• الاستهلاك المحلي: 339 ألف طن متري
• الواردات: 240 ألف طن متري
• الإنتاج المحلي: 298 ألف طن متري
• الصادرات: 232 ألف طن متري

تعكس هذه الأرقام وجود توازن نسبي بين الاستهلاك والإنتاج، مع ميل نحو التصدير في بعض الزيوت، خصوصًا زيت الزيتون.

التحليل التاريخي للفترة من 2019 إلى 2023

يقدم الجدول أدناه نظرة عامة على تطور سوق الزيوت والدهون في تونس خلال السنوات الخمس الماضية:

الملاحظات الرئيسية

1. تذبذب الإنتاج: شهدت تونس قفزة كبيرة في الإنتاج عام 2020 (512 ألف طن متري)، ثم انخفض إلى 219 ألف طن متري في 2021، وعاد ليرتفع نسبيًا في 2022 و2023.
2. تقلبات في الصادرات: بلغت ذروتها في 2020 (421 ألف طن متري)، ثم تراجعت إلى 232 ألف طن متري في 2023، ويعود ذلك جزئيًا إلى التغيرات في إنتاج زيت الزيتون وأسعاره العالمية.
3. استقرار نسبي في الاستهلاك: تراوح بين 315 و373 ألف طن متري خلال الفترة، مع انخفاض في 2021 وارتفاع تدريجي في السنوات اللاحقة.
4. الواردات: انخفضت في 2021 (206 آلاف طن متري) ثم ارتفعت في 2022 (305 آلاف طن متري)، قبل أن تهبط إلى 240 ألف طن متري في 2023.

الاستهلاك

• إجمالي الاستهلاك: 339 ألف طن متري في 2023.
• أبرز الزيوت المُستهلكة:
  • زيت الصويا (138 ألف طن متري)
  • زيت النخيل (77 ألف طن متري)
  • زيت عباد الشمس (61 ألف طن متري)
  • زيت الذرة (25 ألف طن متري)
  • زيت الزيتون (19 ألف طن متري)
• الزيوت الأخرى: الزبدة (2 ألف طن متري)، زيت بذور اللفت (7 آلاف طن متري)، زيت جوز الهند (4 آلاف طن متري)، زيت نواة النخيل (6 آلاف طن متري).

يشير هذا التنوع إلى اعتماد المستهلك التونسي على عدة أنواع من الزيوت، مع بروز زيت الصويا والنخيل وعباد الشمس كأكثرها استهلاكًا.

الواردات

• إجمالي الواردات: 240 ألف طن متري في 2023.
• أهم المنتجات المستوردة: زيت النخيل (70 ألف طن متري)، زيت عباد الشمس (76 ألف طن متري)، زيت الصويا (37 ألف طن متري)، وزيت الذرة (33 ألف طن متري).
• العوامل المؤثرة:
  1. الفجوة بين الإنتاج والاستهلاك: رغم وفرة إنتاج زيت الزيتون، لا يزال الطلب على أنواع أخرى من الزيوت يتجاوز القدرات المحلية.
  2. الأسعار العالمية: تتأثر واردات تونس بالتقلبات في أسعار الزيوت النباتية في الأسواق الدولية.
  3. الجودة والمواصفات: قد يفضل بعض المستهلكين أنواعًا محددة من الزيوت لأسباب صحية أو تفضيلات طهي.

الإنتاج المحلي

• إجمالي الإنتاج: 298 ألف طن متري في 2023.
• أهم المنتجات:
  • زيت الزيتون (210 آلاف طن متري)
  • زيت الصويا (88 ألف طن متري)
• دور زيت الزيتون:
  1. مساهمة مهمة في الاقتصاد: يُعتبر زيت الزيتون منتجًا استراتيجيًا لتونس، حيث يُصدر جزء كبير منه إلى الأسواق العالمية.
  2. التقلبات المناخية: تؤثر على مواسم حصاد الزيتون وبالتالي على إنتاج زيت الزيتون.
  3. التوسع في زيت الصويا: يعد ارتفاع إنتاج زيت الصويا مؤشرًا على تنويع القاعدة الزراعية والصناعية.

الصادرات

• إجمالي الصادرات: 232 ألف طن متري في 2023.
• المنتجات المُصدرة:
  • زيت الزيتون (209 آلاف طن متري)
  • زيت الذرة (18 ألف طن متري)
  • زيت عباد الشمس (5 آلاف طن متري)
  • زيت الصويا (1 ألف طن متري)
• أسباب التصدير:
  1. جودة زيت الزيتون التونسي: يحظى بسمعة دولية ممتازة، مما يعزز قدرات التصدير.
  2. موقع جغرافي متميز: يتيح الوصول إلى الأسواق الأوروبية والأفريقية بشكل سريع.
  3. الدور الحكومي: تشجيع ودعم المصدرين ضمن سياسات تنويع الاقتصاد.

التوصيات

1. تنويع المحاصيل الزيتية: التركيز على زراعة فول الصويا وعباد الشمس لتقليل الاعتماد على الواردات.
2. تحسين تقنيات الإنتاج: تبني تقنيات زراعية متطورة وتحديث مصانع الاستخلاص والتكرير لرفع الإنتاجية والجودة.
3. التسويق الدولي: تعزيز العلامة التجارية لزيت الزيتون التونسي في الأسواق العالمية مع الاستمرار في فتح أسواق جديدة.
4. تحفيز الابتكار: تشجيع البحث والتطوير لإنتاج زيوت جديدة أو تحسين الخصائص الغذائية للزيوت الحالية.

الخلاصة

تُظهر بيانات عام 2023 استمرار تونس في ترسيخ مكانتها الإقليمية والعالمية في إنتاج وتصدير زيت الزيتون، مع تنامي إنتاج زيت الصويا. ورغم أن الاستهلاك المحلي يتطلب واردات مهمة من الزيوت الأخرى، فإن القدرة على التصدير—وخاصة زيت الزيتون—توفر فرصة لخلق توازن اقتصادي إيجابي. ومع استمرار الجهود الحكومية والقطاع الخاص في دعم المزارعين وتطوير سلاسل القيمة، يُتوقع أن يحافظ قطاع الزيوت والدهون في تونس على أهميته الاقتصادية، ويسهم في تعزيز الأمن الغذائي والتنافسية الدولية.

‍