تتمتع سوريا بإمكانات زراعية متنوّعة بفضل موقعها الجغرافي ومناخها المعتدل، ما يتيح لها إنتاج عدة أنواع من الزيوت والدهون. ومع ذلك، يعاني القطاع من تحديات تتعلق بظروف الإنتاج المحلية والظروف الاقتصادية العامة. يبلغ عدد سكان سوريا نحو 22 مليون نسمة (تقديرات 2023)، وهو ما يشكّل طلبًا متزايدًا على المنتجات الغذائية، بما فيها الزيوت والدهون.
صادرات وواردات وإنتاج واستهلاك سوريا من الزيوت والدهون
تُظهر البيانات الخاصة بعام 2023 اعتمادًا جزئيًا على الواردات لسد احتياجات الاستهلاك المحلي، في حين يشير الإنتاج والصادرات إلى دور بعض الزيوت المحلية في الأسواق الإقليمية والعالمية، لا سيما زيت الزيتون.
الاستهلاك المحلي: 275 ألف طن متري
الواردات: 149 ألف طن متري
الإنتاج المحلي: 159 ألف طن متري
الصادرات: 56 ألف طن متري
تعكس هذه الأرقام وجود فجوة بين الاستهلاك والإنتاج تُغطّى جزئيًا من خلال الواردات، في حين يُصدَّر فائض بعض الزيوت المميزة، خاصة زيت الزيتون.
التحليل التاريخي للفترة من 2019 إلى 2023
يبيّن الجدول التالي التغيرات التي طرأت على الاستهلاك والواردات والإنتاج والصادرات خلال السنوات الخمس الأخيرة:
الملاحظات الرئيسية
تذبذب في الاستهلاك: وصل إلى ذروته في 2022 (299 ألف طن متري)، ثم انخفض في 2023 إلى 275 ألف طن متري.
تقلبات في الواردات: تأثرت بالأوضاع الاقتصادية وأسعار الصرف، حيث ارتفعت في 2022 إلى 181 ألف طن متري قبل أن تنخفض إلى 149 ألف طن متري في 2023.
تغيرات في الإنتاج: شهد ارتفاعًا ملحوظًا عام 2021 (182 ألف طن متري) ثم تراجع إلى 155 ألف طن متري في 2022، وعاد للارتفاع قليلاً إلى 159 ألف طن متري في 2023.
نمو في الصادرات عام 2023: سجلت 56 ألف طن متري، ويعود ذلك بشكل أساسي إلى تصدير زيت الزيتون.
الاستهلاك
إجمالي الاستهلاك: 275 ألف طن متري في 2023.
الزيوت الأكثر استهلاكًا:
زيت الزيتون (98 ألف طن متري)
زيت عباد الشمس (94 ألف طن متري)
زيت النخيل (49 ألف طن متري)
الزبدة (15 ألف طن متري)
الزيوت الأخرى: زيت الذرة (4 آلاف طن متري)، زيت السمسم (3 آلاف طن متري)، زيت الصويا (3 آلاف طن متري)، زيت القطن (4 آلاف طن متري)، زيت جوز الهند (1 ألف طن متري)، وزيت نواة النخيل (3 آلاف طن متري).
يعكس هذا التنوع اعتماد المستهلك السوري على عدة أنواع من الزيوت، مع هيمنة واضحة لزيت الزيتون وعباد الشمس والنخيل.
الواردات
إجمالي الواردات: 149 ألف طن متري في 2023.
أبرز المنتجات المستوردة: زيت عباد الشمس (87 ألف طن متري)، زيت النخيل (48 ألف طن متري).
العوامل المؤثرة:
الفجوة بين الإنتاج والاستهلاك: الحاجة إلى تعويض النقص في بعض الزيوت.
التقلبات الاقتصادية: تؤثر على القدرة الشرائية للمستوردين وتكاليف الشحن.
تغير تفضيلات المستهلكين: قد يتجه الطلب نحو زيوت معينة لأسباب صحية أو سعرية.
الإنتاج المحلي
إجمالي الإنتاج: 159 ألف طن متري في 2023.
أهم المنتجات:
زيت الزيتون (134 ألف طن متري)
الزبدة (14 ألف طن متري)
زيت السمسم (3 آلاف طن متري)
زيت القطن (3 آلاف طن متري)
زيت عباد الشمس (3 آلاف طن متري)
زيت الصويا (1 ألف طن متري)
ملاحظات:
هيمنة زيت الزيتون: يعد زيت الزيتون المنتج الرئيس في سوريا، ويحتل حيزًا مهمًا في القطاع الزراعي.
فرص تطوير باقي المحاصيل الزيتية: قد يساعد في تخفيض الواردات وتحسين الأمن الغذائي.
الصادرات
إجمالي الصادرات: 56 ألف طن متري في 2023.
المنتجات المُصدّرة:
زيت الزيتون (53 ألف طن متري)
زيت السمسم (1 ألف طن متري)
زيت النخيل (1 ألف طن متري)
زيت عباد الشمس (1 ألف طن متري)
أسباب التصدير:
جودة زيت الزيتون السوري: يشتهر عالمياً بنكهته وقيمته الغذائية، ما يعزز القدرة التصديرية.
الرغبة في الحصول على عائدات نقدية: تساهم الصادرات في توفير العملة الصعبة.
الطلب الخارجي: بعض الأسواق الإقليمية والدولية تفضل الزيوت السورية لأسباب تتعلق بالذوق والتراث.
التوصيات
تحسين البنية التحتية الزراعية: دعم المزارعين بتقنيات الري الحديثة والأسمدة المحسّنة لرفع إنتاجية المحاصيل الزيتية.
تعزيز الصناعات التحويلية: الاستثمار في مصانع تكرير وتعبئة متطورة لزيادة القيمة المضافة للمنتجات المحلية.
تنويع الإنتاج: توسيع رقعة زراعة المحاصيل الزيتية كدوار الشمس وفول الصويا لتقليل الاعتماد على الواردات.
تشجيع البحث والتطوير: الاستثمار في الأبحاث لتحسين جودة الزيت وتقليل التكاليف، وتعزيز فرص التصدير.
الخلاصة
يشير تحليل سوق الزيوت والدهون في سوريا لعام 2023 إلى اعتماد مهم على الإنتاج المحلي لزيت الزيتون، مقابل استيراد أنواع أخرى لتلبية الطلب المحلي المتزايد. ورغم التحديات الاقتصادية والتقلبات المناخية، تبقى هناك فرص واعدة لتطوير القطاع من خلال الاستثمار في البنية التحتية الزراعية والصناعات التحويلية. ومع استمرار الاهتمام بجودة المنتج ودعم المزارعين، يمكن أن يلعب هذا القطاع دورًا مهمًا في تحقيق الأمن الغذائي وتعزيز عائدات التصدير.