تقع الصومال في منطقة القرن الإفريقي، وتمتد على ساحل طويل على المحيط الهندي وخليج عدن. وعلى الرغم من امتلاكها موارد طبيعية متنوعة، تعاني البلاد من تحديات تنموية واقتصادية بسبب عوامل عدة، منها الأوضاع السياسية والأمنية. ومع تعداد سكاني يُقدّر بحوالي 17 مليون نسمة (تقديرات 2023)، يشهد قطاع الزيوت والدهون اعتمادًا كبيرًا على الاستيراد لتلبية الطلب المحلي المتنامي.
الواردات في عام 2023
تظهر البيانات الخاصة بالعام 2023 اعتماد الصومال على استيراد الزيوت النباتية من الأسواق العالمية، وذلك على النحو التالي:
إجمالي الواردات: 163 ألف طن متري
أبرز الزيوت المستوردة:
زيت النخيل: 151 ألف طن متري
زيت الصويا: 4 آلاف طن متري
زيت عباد الشمس: 6 آلاف طن متري
زيت جوز الهند: 2 ألف طن متري
تشير هذه الأرقام إلى هيمنة زيت النخيل على واردات الصومال من الزيوت والدهون، إذ يُستخدم بشكل واسع في الطهي والصناعات الغذائية نظرًا لسعره المناسب وتوافره في الأسواق الدولية.
العوامل المؤثرة في سوق الزيوت والدهون الصومالية
الظروف المناخية: تسود الأراضي الصومالية بيئة صحراوية وشبه صحراوية، مما يحد من إمكانية زراعة المحاصيل الزيتية بكميات كافية.
البنية التحتية المحدودة: يواجه قطاع الاستيراد تحديات في النقل والتخزين والتوزيع، خاصة في المناطق الداخلية البعيدة عن الموانئ.
الأوضاع الأمنية والسياسية: تؤثر على الاستقرار الاقتصادي وتحد من فرص الاستثمار في قطاع الزراعة والصناعات التحويلية.
تفضيلات المستهلك: يعتمد المستهلك الصومالي على زيت النخيل بشكل رئيسي نظرًا لتوافره وسعره المناسب، فيما يزداد الطلب على الزيوت الأخرى مثل الصويا وعباد الشمس لأسباب صحية أو تفضيلات الطهي.
التوصيات
تنويع مصادر الاستيراد: لتجنب مخاطر تقلبات الأسعار العالمية ولضمان توفر الزيوت بشكل مستمر في السوق المحلية.
تشجيع الإنتاج المحلي: يمكن استكشاف إمكانيات زراعة بعض المحاصيل الزيتية في المناطق ذات التربة والمناخ الملائمين، والاستفادة من الثروة الحيوانية في إنتاج بعض أنواع الدهون.
تطوير سلاسل التوريد: الاستثمار في البنية التحتية للنقل والتخزين والموانئ، بهدف تقليل التكاليف وتحسين كفاءة الإمداد.
رفع الوعي الصحي: التوعية بأهمية تنويع استهلاك الزيوت والدهون والتوازن في استخدامها، مع تشجيع بدائل صحية مثل زيت عباد الشمس والصويا.
الخلاصة
يعكس حجم واردات الزيوت والدهون في الصومال خلال عام 2023 استمرار اعتماد البلاد على الأسواق الخارجية لتلبية معظم احتياجاتها من الزيوت، خاصةً زيت النخيل. ورغم التحديات المرتبطة بالظروف المناخية والأوضاع الأمنية، فإن هناك فرصًا متاحة لتطوير القطاع الزراعي والصناعات التحويلية بهدف تحقيق قدر أكبر من الاكتفاء الذاتي وتحسين الأمن الغذائي على المدى الطويل.