المغرب: نظرة على سوق الزيوت والدهون

‍
يتمتع المغرب بموقع استراتيجي على ضفاف البحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي، مما ينعكس إيجابًا على قطاع الزيوت والدهون، سواء من حيث الإنتاج أو التجارة. يبلغ عدد سكان المغرب حوالي 37 مليون نسمة (تقديرات 2023)، ويؤثر النمو السكاني والاقتصادي على زيادة الطلب المحلي على الزيوت والدهون، وخاصة في مجالات الطبخ والتصنيع الغذائي.

صادرات وواردات وإنتاج واستهلاك المغرب من الزيوت والدهون

تعتمد المملكة المغربية على مزيج من الإنتاج المحلي والاستيراد لتلبية احتياجاتها، مع وجود نشاط تصديري لبعض المنتجات عالية القيمة مثل زيت الزيتون وزيت السمك.

• الاستهلاك المحلي: 787 ألف طن متري
• الواردات: 650 ألف طن متري
• الإنتاج المحلي: 182 ألف طن متري
• الصادرات: 70 ألف طن متري

تشير هذه الأرقام إلى فجوة بين الاستهلاك والإنتاج، يتم سدها جزئيًا عبر الواردات، مع تصدير بعض المنتجات ذات الجودة المرتفعة نحو الأسواق العالمية.

التحليل التاريخي للفترة من 2019 إلى 2023

يوضح الرسمأدناه التغييرات في الاستهلاك والواردات والإنتاج والصادرات خلال الأعوام الخمسة الماضية:

الملاحظات الرئيسية

1. تراجع تدريجي في الاستهلاك: من 862 ألف طن في 2019 إلى 787 ألف طن في 2023، وقد يكون مرتبطًا بتغيرات في العادات الاستهلاكية أو سياسات ترشيد الاستهلاك.
2. استقرار نسبي في الواردات: تراوحت بين 643 و706 آلاف طن متري، مع تسجيل 650 ألف طن متري في 2023.
3. تذبذب الإنتاج المحلي: بلغ ذروته في 2019 (266 ألف طن متري) قبل أن ينخفض إلى 182 ألف طن متري في 2023، ما يشير إلى تحديات في إنتاج بعض المحاصيل الزيتية أو تغيرات مناخية.
4. انخفاض الصادرات: تراجعت من 105 آلاف طن متري في 2019 إلى 70 ألف طن متري في 2023، وقد يعود ذلك إلى زيادة الاستهلاك المحلي أو نقص الإنتاج.

الاستهلاك

• إجمالي الاستهلاك: 787 ألف طن متري في 2023.
• الزيوت الأكثر استهلاكًا:
  • زيت الصويا (475 ألف طن متري)
  • زيت الزيتون (132 ألف طن متري)
  • زيت عباد الشمس (98 ألف طن متري)
  • زيت النخيل (54 ألف طن متري)
• الزيوت الأخرى: الزبدة (12 ألف طن متري)، زيت الذرة (1 ألف طن متري)، زيت بذور اللفت (4 آلاف طن متري)، زيت السمك (5 آلاف طن متري)، زيت نواة النخيل (8 آلاف طن متري).

يعكس هذا التنوع في الاستهلاك تركيزًا واضحًا على زيت الصويا وزيت الزيتون، فيما تُستخدم بقية الزيوت بكميات أقل.

الواردات

• إجمالي الواردات: 650 ألف طن متري في 2023.
• أبرز المنتجات المستوردة: زيت الصويا (475 ألف طن متري)، زيت عباد الشمس (96 ألف طن متري)، زيت النخيل (52 ألف طن متري).
• العوامل المؤثرة:
  1. الفجوة بين الإنتاج والاستهلاك: لا يزال الإنتاج المحلي غير كافٍ لتلبية الطلب.
  2. تقلبات الأسواق العالمية: تتأثر واردات المغرب بأسعار الزيوت في السوق الدولية.
  3. تنوع الاستهلاك المحلي: حاجة السوق لأنواع متعددة من الزيوت، مما يزيد من الاستيراد.

الإنتاج المحلي

• إجمالي الإنتاج: 182 ألف طن متري في 2023.
• أهم المنتجات:
  • زيت الزيتون (120 ألف طن متري)
  • زيت السمك (41 ألف طن متري)
  • زيت عباد الشمس (14 ألف طن متري)
  • زيت الصويا (6 آلاف طن متري)
  • زيت بذور اللفت (1 ألف طن متري)
• مؤشرات التطور:
  1. زيت الزيتون: يمثل الركيزة الأساسية للإنتاج المحلي، مع شهرة دولية للجودة المغربية.
  2. زيت السمك: يتمتع المغرب بساحل بحري واسع، مما يدعم إنتاج زيت السمك للتصنيع الغذائي والتصدير.
  3. الحاجة إلى تعزيز بقية القطاعات: مثل زيت الصويا وعباد الشمس لمواكبة الطلب المحلي وتخفيض الواردات.

الصادرات

• إجمالي الصادرات: 70 ألف طن متري في 2023.
• أبرز المنتجات المُصدرة: زيت السمك (37 ألف طن متري)، زيت الزيتون (12 ألف طن متري)، زيت عباد الشمس (13 ألف طن متري)، وزيت الصويا (8 آلاف طن متري).
• العوامل المحفزة:
  1. الجودة العالية لزيت الزيتون وزيت السمك: يساعد على المنافسة في الأسواق الإقليمية والعالمية.
  2. الموقع الجغرافي: يتيح وصولًا سهلًا للأسواق الأوروبية والإفريقية.
  3. تنوع المنتجات المصدرة: رغم أن الكميات محدودة نسبيًا مقارنة بالاستهلاك المحلي.

التوصيات

1. دعم المزارعين وتطوير البنية التحتية: الاستثمار في مراكز بحثية وتقنيات زراعية لتحسين إنتاجية المحاصيل الزيتية، خاصة الزيتون وعباد الشمس.
2. تشجيع الصناعات التحويلية: بناء مصانع تكرير وتعليب حديثة ترفع من القيمة المضافة وتساهم في تقليل الواردات.
3. الترويج للمنتجات المحلية: تعزيز العلامة التجارية المغربية، خصوصًا لزيت الزيتون وزيت السمك، في الأسواق العالمية.
4. تنويع مصادر الاستيراد: لتفادي مخاطر الاعتماد المفرط على عدد محدود من الدول، وللتعامل مع تقلبات الأسعار العالمية.

الخلاصة

يشير تطور سوق الزيوت والدهون في المغرب خلال السنوات الأخيرة إلى تنوع في مصادر الإنتاج والاستهلاك، مع اعتماد واضح على واردات الزيوت النباتية، خصوصًا زيت الصويا وزيت عباد الشمس. ورغم التراجع الطفيف في إجمالي الاستهلاك والإنتاج، يظل زيت الزيتون وزيت السمك من أهم المنتجات المحلية التي تتمتع بإمكانات تصديرية عالية. ومع استمرار الجهود الحكومية والقطاع الخاص في دعم الزراعة والصناعات الغذائية، يمكن أن يشهد هذا القطاع نموًا متزايدًا يُسهم في تعزيز الأمن الغذائي وتحسين الميزان التجاري للمغرب.

‍