تقع موريتانيا في منطقة شمال غرب إفريقيا، وتمتاز بامتداد جغرافي واسع يضم ساحلًا على المحيط الأطلسي وصحراء شاسعة. ويعتمد الاقتصاد الموريتاني بشكل كبير على القطاعين الزراعي والرعوي، إضافة إلى الصيد البحري والمعادن. وعلى الرغم من اتساع المساحة وانخفاض الكثافة السكانية نسبيًا (يُقدَّر عدد السكان بنحو 5 ملايين نسمة في عام 2023)، فإن سوق الزيوت والدهون يشهد طلبًا متزايدًا نتيجة عوامل عدة، أبرزها النمو السكاني وتحسن مستويات المعيشة في بعض المناطق الحضرية.
الواردات في عام 2023
وفقًا للبيانات المتاحة، تستورد موريتانيا كميات مهمة من الزيوت لتلبية احتياجات السوق المحلية:
إجمالي الواردات: 248 ألف طن متري
أبرز الزيوت المستوردة:
زيت النخيل: 241 ألف طن متري
زيت الصويا: 8 آلاف طن متري
تشير هذه الأرقام إلى هيمنة زيت النخيل على واردات موريتانيا من الزيوت، إذ يُعد زيتًا متعدد الاستخدامات في الطهي والصناعات الغذائية. كما يُظهِر الاستيراد المحدود نسبيًا لزيت الصويا وجود استهلاك له، لكنه أقل بكثير من استهلاك زيت النخيل.
العوامل المؤثرة في سوق الزيوت والدهون الموريتانية
الموقع الجغرافي والمناخ: تشكل الظروف المناخية الصحراوية تحديًا كبيرًا للزراعة، مما يقلل من قدرة البلاد على إنتاج المحاصيل الزيتية بكميات كافية.
التفضيلات الاستهلاكية: يميل جزء كبير من المستهلكين إلى استخدام زيت النخيل بسبب توفره في الأسواق وسعره الأقل مقارنة ببعض الزيوت الأخرى.
النمو السكاني والتحضّر: يؤدي التوسع العمراني وزيادة عدد السكان في المدن إلى ارتفاع الطلب على المنتجات الغذائية، بما في ذلك الزيوت والدهون.
البنية التحتية: تتطلب واردات الزيوت بنية تحتية مناسبة للنقل والتخزين والتوزيع، ما قد يشكل تحديًا في بعض المناطق البعيدة عن الموانئ أو المراكز الحضرية.
التوصيات
تنويع مصادر الاستيراد: لتقليل المخاطر المرتبطة بتقلبات الأسعار العالمية أو اضطرابات سلاسل التوريد، خاصةً مع الاعتماد الكبير على زيت النخيل.
تشجيع الإنتاج المحلي: يمكن تعزيز زراعة المحاصيل الزيتية في المناطق الملائمة من خلال تقديم حوافز للمزارعين والاستثمار في تقنيات الري والزراعة الحديثة.
تطوير الصناعات التحويلية: إنشاء أو تحديث مصانع التكرير والتعبئة والتغليف لرفع القيمة المضافة وتوفير فرص عمل محلية.
رفع الوعي الصحي: التوعية بتنوع أنواع الزيوت المتاحة في الأسواق وتشجيع الاستخدام المتوازن للزيوت النباتية المختلفة، بما يضمن تحسين النمط الغذائي للمستهلكين.
الخلاصة
تشير واردات موريتانيا من الزيوت لعام 2023 إلى اعتماد شبه كامل على زيت النخيل، مع كميات محدودة من زيت الصويا. ويعكس ذلك التحديات المناخية والاقتصادية التي تحول دون تحقيق اكتفاء ذاتي في هذا القطاع. ورغم هذه التحديات، تظهر فرص لتحسين الأمن الغذائي عبر تطوير الإنتاج المحلي وتنويع مصادر الاستيراد، مع التركيز على رفع كفاءة سلاسل التوريد والتخزين والتوزيع لضمان توفر الزيوت والدهون بشكل مستقر وبأسعار مناسبة.