يعد العراق من الدول العربية ذات الأهمية المتزايدة في قطاع الزيوت والدهون؛ إذ يشهد السوق المحلي نموًا ملحوظًا في الاستهلاك نتيجة زيادة عدد السكان الذي يُقدّر بنحو 43 مليون نسمة (تقديرات 2023)، إضافة إلى ارتفاع الطلب في الصناعات الغذائية. ويعتمد العراق على مزيج من الإنتاج المحلي والواردات لتلبية احتياجاته، مع وجود نشاط تصديري لبعض المنتجات.
صادرات وواردات وإنتاج واستهلاك العراق من الزيوت والدهون
تشير البيانات المتاحة لعام 2023 إلى ما يلي:
الاستهلاك المحلي: 958 ألف طن متري
الواردات: 787 ألف طن متري
الإنتاج المحلي: 204 آلاف طن متري
الصادرات: 121 ألف طن متري
تعكس هذه الأرقام اعتمادًا ملحوظًا على الواردات لسد جزء من الطلب المحلي، في الوقت الذي يحقق فيه العراق نموًا في الإنتاج المحلي، خصوصًا في بعض أنواع الزيوت.
التحليل التاريخي للفترة من 2019 إلى 2023
يبيّن الرسم التالي التطور في مؤشرات الاستهلاك والواردات والإنتاج والصادرات خلال الأعوام الخمسة الماضية:
الملاحظات الرئيسية
تقلبات في الواردات: ارتفعت بشكل كبير في 2022 لتصل إلى 1066 ألف طن متري، قبل أن تنخفض في 2023 إلى 787 ألف طن متري.
قفزة في الإنتاج المحلي: انتقل من 53 ألف طن متري في 2022 إلى 204 آلاف طن متري في 2023، مما يشير إلى تحسن كبير في قدرات التصنيع المحلي أو توسع في زراعة المحاصيل الزيتية.
نمو في الصادرات: ظهرت الصادرات بشكل واضح في 2022 (11 ألف طن متري) ثم ارتفعت بشكل لافت في 2023 (121 ألف طن متري)، وهو ما قد يعكس جهودًا لتطوير الصناعات التحويلية أو توقيع اتفاقيات تجارية جديدة.
استقرار نسبي في الاستهلاك: تراوح بين 796 و961 ألف طن متري خلال الفترة، مع وصوله إلى 958 ألف طن متري في 2023.
الاستهلاك
إجمالي الاستهلاك: 958 ألف طن متري في 2023.
الزيوت الأكثر استهلاكًا:
زيت عباد الشمس: 615 ألف طن متري
زيت النخيل: 187 ألف طن متري
زيت الصويا: 105 آلاف طن متري
الزيوت الأخرى: الزبدة (21 ألف طن متري)، زيت الذرة (7 آلاف طن متري)، زيت الزيتون (5 آلاف طن متري)، زيت السمسم (2 ألف طن متري)، زيت جوز الهند (5 آلاف طن متري)، زيت نواة النخيل (11 ألف طن متري)، وشحم ودهون (1 ألف طن متري).
يعكس هذا التنوع اعتماد السوق العراقي بشكل كبير على زيت عباد الشمس، يليه زيت النخيل والصويا، مع استهلاك متواضع للزيوت الأخرى.
الواردات
إجمالي الواردات: 787 ألف طن متري في 2023.
أبرز الزيوت المستوردة: زيت عباد الشمس (525 ألف طن متري)، زيت النخيل (181 ألف طن متري)، وزيت الصويا (46 ألف طن متري).
العوامل المؤثرة:
الفجوة بين الاستهلاك والإنتاج: على الرغم من التحسن في الإنتاج المحلي، لا يزال العراق يعتمد على الواردات لسد جزء مهم من الطلب.
الاضطرابات في الأسواق العالمية: قد تؤثر تقلبات الأسعار وسلاسل الإمداد في حجم الواردات وتنوعها.
جودة المنتج: بعض أنواع الزيوت المستوردة قد تحظى بسمعة جودة أعلى في السوق المحلي، ما يعزز الطلب عليها.
الإنتاج المحلي
إجمالي الإنتاج: 204 آلاف طن متري في 2023.
أهم المنتجات:
زيت الصويا (153 ألف طن متري)
زيت عباد الشمس (35 ألف طن متري)
الزبدة (15 ألف طن متري)
زيت السمسم (2 ألف طن متري)
مؤشرات التطور:
القفزة في إنتاج زيت الصويا: قد تكون نتيجة لتطوير منشآت صناعية جديدة أو توسع في زراعة فول الصويا.
تحسن إنتاج زيت عباد الشمس: يشير إلى إمكانية استغلال أكبر للمساحات الزراعية ودعم المزارعين.
تنوع المنتجات: يعزز من فرص الاكتفاء الذاتي الجزئي وتقليل الاعتماد على الواردات.
الصادرات
إجمالي الصادرات: 121 ألف طن متري في 2023.
المنتجات المُصدرة:
زيت الصويا (113 ألف طن متري)
زيت عباد الشمس (8 آلاف طن متري)
العوامل المحفزة للنمو:
ارتفاع الفائض الإنتاجي: خصوصًا في زيت الصويا، ما أتاح تصدير كميات كبيرة.
توقيع اتفاقيات تجارية: قد تكون سهلت الوصول إلى أسواق إقليمية ودولية.
تحسن جودة الإنتاج المحلي: ما جعله منافسًا في الأسواق الخارجية.
التوصيات
تنويع الإنتاج المحلي: تعزيز إنتاج زيوت أخرى مثل زيت النخيل أو زيت الذرة لتلبية احتياجات السوق وتقليل الاعتماد على الواردات.
رفع كفاءة سلاسل التوريد: تحسين البنية التحتية والتقنيات المستخدمة في التخزين والنقل لتقليل الفاقد ورفع جودة المنتجات.
تشجيع الاستثمار في الصناعات التحويلية: جذب القطاع الخاص لبناء مصانع تكرير وتعبئة حديثة، ما يساهم في زيادة القيمة المضافة للمنتجات المحلية.
تعزيز الصادرات: تقديم حوافز للمصدرين، وتسهيل الإجراءات الجمركية، وتوقيع اتفاقيات تجارية جديدة لفتح مزيد من الأسواق أمام الزيوت العراقية.
الخلاصة
تشهد سوق الزيوت والدهون في العراق تحولات جذرية خلال السنوات الأخيرة، مع بروز واضح لإنتاج زيت الصويا وزيت عباد الشمس، وارتفاع ملموس في الصادرات خلال عام 2023. ورغم أن الاستهلاك لا يزال يتطلب واردات كبيرة، فإن القفزة في الإنتاج المحلي تشير إلى إمكانات مستقبلية واعدة، خاصةً مع استمرار الجهود الحكومية والقطاع الخاص في دعم قطاع الزيوت والدهون. ومن المتوقع أن يؤدي التركيز على تطوير سلاسل التوريد وزيادة تنويع المنتجات إلى تحسين القدرة التنافسية للعراق في الأسواق الإقليمية والعالمية.